السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
إلى الأخت السائلة عمن ظلمته دون قصد فدعا عليها فهل يستجيب الله تعالي
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه وبعد :
أولا حتى تعد المعصية إثما لابد فيها من شروط منها العلم بالتحريم والقصد إلى فعلها، فمثلا لو أن إنسانا أسلم حديثا لا يعلم بتحريم المعازف فسمع الموسيقى لم يأثم حتي يعلم ولكن يجب ألا يكون العبد مقصرا في تعلم العلم الشرعي وسؤال أهل العلم الموثوقين، وكذلك مسألتنا هذه إذا وقع منك ظلما لأحد الناس دون قصد لجهلك بالحكم مثلا أو ظنك أن لك حقا عنده فأخذتيه فتبين لك أنه لا حق لك عنده فإنك لا تأثمين علي ذلك ولكن الواجب عليك أن تردي تلك المظلمة حين علمك بها، فإن كانت في مال رددتيه على صاحبه وإن كانت في عرض مدحت صاحبه بما فيه من الخير وبرأتيه من التهمة أمام من ذكرتيه عنده بالسوء، وهكذا أما دعائه عليك فلايستجاب له إن شاء الله تعالي لأنه لابد من قصد الظلم منك ولكن إذا لم تردي المظلمة بعد الظلم فإن ذلك ظلم أما أن كان يدعو بأكثر مما وقع عليه من الظلم ( وهذا تقديره لرب العباد وليس لك ) فإن الله لا يتقبل ممن يعتدي في الدعاء ولا يتقبل الدعاء بالإثم كما لا يتقبل الدعاء بقطيعة الرحم وكل ذلك ثبت بالأحاديث الصحيحة